الأحد، 18 سبتمبر 2016

جلوس النبي مع المنافقين وتشييع عبدالله بن ابي سلول والدعاء عنده



اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن

يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ

 الْفَاسِقِينَ  [التوبة:80].




"ولاتُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِه إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ" [التوبة:84].



اعترض عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه واله في عدة مواضع ولكن رسول الله قتله بردوده التي تعكس حنكته وفهمه وعلمه وحكمته وحقه في التصرف دون ابداء الاسباب:


ورد عندنا نحن الشيعة الامامية في العياشي : عن الامام الباقر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن عبد الله بن اُبي : إذا فرغت من أبيك فأعلمني ، وكان قد توفي فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعليه للقيام ، فقال له عمر : أليس قد قال الله : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) ؟ فقال له : ويحك أو ويلك إنما أقول : اللهم إملأ قبره نارا ، واملأ جوفه نارا ، وأصله يوم القيامة نارا .


 وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد ابنه في الجنازة ومضى فتصدى له عمر ثم قال : أما نهاك ربك عن هذا أن تصلي على أحد مات منهم أبدا ؟ أو تقوم على قبره ؟ فلم يجبه ، فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر أعاد عمر ما قاله أولا . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر عند ذلك : ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا على قبر ، ثم قال : إن ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا أداء حقه ، فقال عمر : أعوذ بالله من سخط الله ، وسخطك يا رسول الله . 




 أقول : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حييا كريما كما قال الله عز وجل ، (فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) ، فكان يكره أن يفتضح رجل من أصحابه ممن يظهر الأيمان ، وكان يدعو على المنافقين ويوري أنه يدعو لهم وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر : ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر ، فورى صلى الله عليه وآله وسلم باختيار الأستغفار ، وأما قوله فيه : ( فاستغفر له ) فلعله استغفر لابنه لما سأل لأبيه الاستغفار.



 وفي الكافي : عن الصادق عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبر على قوم خمسا ، وعلى قوم آخرين أربعا فإذا كبر على رجل أربعا أتهم يعني بالنفاق

 وفيه ، والعياشي : عنه عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى على ميت كبر وتشهد ، ثم كبر وصلى على الأنبياء ، ثم كبر ودعا للمؤمنين ، ثم كبر الرابعة ودعا للميت ، ثم كبر وانصرف فلما نهاه الله عز وجل عن الصلاة على المنافقين كبر وتشهد ، ثم كبر وصلى على النبيين ، ثم كبر ودعا للمؤمنين ، ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت . 



تفسير الصافي للفيض الكاشاني